(كل تماجق) واستمرار التجاهل.
لم تعرف أيا من القضايا العالمية ذات الطابع لإنساني تجاهلا ولا تهميشا ، كماهو الشأن في مسألة كل تماجق (الطوارق) تلك الفئة ذات الأصل العميق والتاريخ العريق المنتشرة في صحراء الكبرى و شمال إفريقيا ، والتي قاومت بكل ماأوتيت من قوة وإمان صادق وعميق بقضيتها من أجل بقائها حرة متمتعة باستقلال شخصيتها متثبتة بهويتها وعاداتها و تقاليدها وتاريخها الأصيل.
إن مقاومة كل تماشق (الطوارق) للدخيل الغاصب لم تكن ترضى المستعمر الفرنسي الساعي لفرض ثقافته وأفكاره الدنيئة لتهيئة أرضية تساير طموحه الاستغلالية ذات أبعاد سياسية سيئة لايمكن تجاهلها ،فعزم الاستخبارات الفرنسية لتشتيت أمة كل تماجق (الطوارق) كما نراها الآن لم تكن بمجرد صدفة و لا بحكم التطورات المناخية كما يظن البعض، بل لغرض تشتيت هذه الأمة لتصبح مقسمة بين مستعمراتها ضعيفة مشلولة ومهمشة مقموعة لا حول لها ولا قوة ولتذوب بين هذه وتلك.
ومع كل الأسف الشديد فإن كل ا لمؤشرات والمعطيات الراهنة تشير إلى تحقيق كلي لغاية المستعمر الفرنسي الدنيء، فمن خلال رحلتي االلتي بدأتها من ليبيا في أيلول عام 2009م مرورا بتمنراست جنوب الجزائر متوجها منها إلى جزء من المثلث الأصفر (أزواغ ) شمال النيجر فإذا أنا على أشراف تيينرى مسقط الرأس وموطن النبلاء والكرماء، فما شاهدناه وما وقفنا عليه في هذه المناطق المنسية النائية من شعب ذاق ويذوق ويلات الفقر والتخلف والجهل، فحياتهم تكاد أن تشبه بالجحيم فلا مأوى ولا ماء فضلا عن انتشارا لأمراض الفتاكة القاتلة، فليس هناك من علاج ولا معالج للحيلولة دون وقوع المزيد من ضحايا جراء هذه الأمراض التي توصف بالقاتلة ،ومن أصعب معاناة أهل تلك المناطق انتشار الأمية أو جهل مظلم حالك، فلا مراكز تعليم ولا مدارس إذ هناك من لم يجلس على مقاعد الدراسة في حياته!ولم يطأ قدم منظمة حقوق الطفل ( اليونيسيف)هذه المناطق الصحراوية النائية ؛ فمن الصعب التكهن ولا سرد للظروف القاسية التي يعيشها هؤلاء النبلاء الذين اختاروا الصمود والبقاء في هذه الأرض الشاسعة رغم كل التغيرات الطبيعية وشح الأمطار التي يعتمد عليه أهل الصحراء ، وكان الجفاف الذي اجتاح الصحراء المعنية في عامي 1984ـ1985م الذي لم يبق ولم يذر ورفع ما كان أمامه من الإبل والأبقار والأغنام التي تعتبر مصدرا أساسيا للحياة في هذه المناطق المعزولة، وأتى على الأخضر واليابس ليترك هؤلاء يقلبون أيديهم فارغة على ما فقدوه من ثروات هائلة ورثوها من أجدادهم الذين اشتهروا بالقوة والثراء آنذاك ، فأمة اماجغن (الطوارق) فقدت جراء هذا الجفاف الذي أهلك الحرث والنسل حيث فقدت حوالي 95% من ثرواتهم الحيوانية والكثير من أرواح البشرية التي أزهقت بسبب انتشار لأوبئة وتفشى الأمراض وسوء التغذية. ومن هذا المنطلق أدركوا كل تماشق (الطوارق) أن لا أحد يأبه لمعاناتهم في الوقت الذي تضخ الثروات التي تعتمد عليها مالي والنيجر من مناطقهم دون أن يكون لهم فيها أي نصيب فضلا عن الضرائب التي أثقلت كاهلهم ،ومن هناك شعروا بالتمييز الذي يمارس ضدهم مما يسمى بحكومتي مالي والنيجر. وأجبروا اموهاغ (الطوارق) على حمل السلاح في بواكير التسعينيات والتجؤا إلى الجبال مع صعوبة تلك المهمة وقلة العدد والعتاد مقارنة بإمكانيات العدو، و لكن السلاح الأقوى دائما في لأوقا ت العصيبة هوا لإيمان ولإحساس بالقضية ففي هذه الحركة المسلحة أي ا لثورة التي استمرت حوالي خمسة أعوام.، عملت حكومتي مالي والنيجر على إبادة هذا الشعب الأعزل بكل الطرق الغير الإنسانية والتطهير العرقي ضد أمة كل تماجق (الطوارق)ومات المئات من رجا ل وشيوخ إبان هذه الحقبة القاسية، دون أن يسمع أي صوت للعالم حتى يتوهم لك أن العالم كله تآمر على هذا الشعب المظلوم، فهذه المجازر المرعبة التي قامت بها حكومتي( تراورى) و(آلى شيبو)ضد هذا الأمة لمهمشة لم يسبق أن يسمع اى استنكار لما قاما به مجرمي حرب(تراورى) و(آلى شيبو) في مسمع و مرئي الدول الاستعمارية الزاعمة أنها تهتم بحقوق ألإنسان ونشر الديمقراطية في العالم، ولم نكن نعلم أصلا بوجود ما يطلق عليه منظمة حقوق الإنسان (اهيومن رايتس ووتش)مما يتضح فيه تواطأ فرنسا مع هذه الحكومات لإرهابية ؛ فلم تجد هذه الأمة من منجد يلملم لها جرحها النازف. ولقد سقطت في هذه السنوات العصيبة ثلة من البسلاء الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف دفاعا عن كرامة أمتهم المداس وحقها المسلوب من قبل المستعمر العديم الرأفة والإنسانية، ونحن من المؤكد أننا لن نرمى جهود شهداءنا الأبرار وراء ظهورنا ،فعلى هذا الدرب الذي ابتدؤه سائرون ،فلسنا في مفترق الطرق,فنحن نعرف إلى أين نتجه وقد نسير ببطء ولكننا نعرف الطريق ،فهذه الثورة التي نتحدث عنها أحدثت نقلة ونهضة شعبية بجميع أطيافه ومراحله، فاستطاعت أن توقظ الأمة من هجوعها العميق وتدرك ما يحيط بها من أعداء ينعمون بخيرات أرضها، لاسترجاع كرامتها وحقوقها ودفاعا عن هويتها ولتعيش حرة كبقية شعوب العالم ،ولكن دماء شهدائنا الأبرار لم ولن تذهب هدرا ،وهذا الأمر أي نهضة هذه الأمة أصبح العدو يدركها ويتفهمها بفضل قيام هذه الثورة فسرعان ما نادي المستعمر بالمفاوضات المخادعة وماطل في تنفيذها. كما أبرمت الاتفاقيات (المصالحة) مع المستعمر برعاية من بعض الدول المجاورة لمالي والنيجر وبعض الدول الأوربية المنصة على بعض البنود والشروط التي قد تسترجع لهذه الأمة كرامتها وتعيدلها اعتبا رها ، ولكن الجلي أن هذه الدول لم تفي بوعودها مما يزيد الطين بله ويمد في خيط مقاومة المستعمر السالب والناهب لحقوق أمتنا ،فنحن شباب المثقف المنتميين لهذا الشعب المضطهد لانقبل لأي مساومة تكون على حساب أمتنا فعلينا الآن أن نتكاتف ونعمل جاهدين في سبيل لملمة شمل توماست والدفاع عنها من كل التيارات الساعية لشل حركتها وتمزيقها وسدل الستار بينها وبين العالم الأخر ،فمن هذا المقام ندعو كل ابن بار لأمته هذه،وكل من فيه ذرة من الغيرة على هذه الأمة أن يقف وقفة جادة يضرب بيد من حد يد كل من تسول له نفسه المساس بوحدة توماست وتقاليدها وكرامتها النفيسة، حتى نسلك بها طريق مشرق تسوده الطمأنينة والحرية وتبلغ ذروة مجدها ،فلا يمكن لنا أن نسلم قضية أمتنا لعملاء سذج متحجرين ليتقهقروا بها.
ونقول لهم كما قال المثل ((:الكلاب ينبحون والقافلة تسير)) . وسندا فع عليها حتى آخر نفس نلفظه وهذا واجبنا نفضل الموت صامدين مقبلين لا مدبرين على العيش ذليلين مستسلمين ، فهيهات و هيهات لمن يعتقد أننا ضعفنا وقبلنا بما حاصل فى الأوقات الراهنة من مساومات وصفقات أبرموها أولئك الزاعمين أنهم يخدمون مصلحة هذه الأمة في الوقت الذي يتجلى لنا العكس ،ما قاموا به هو بيع لقضية الأمة جهارا نهارا مقابل ثمن بخس دولارات معدودة ولتمضية أوقات في الفنادق الفارهة .
معا لنصنع المجد لأمتنا نحو المستقبل المشرق فالأمة في أعناق شبابها المتيقظين .
والى الأمام ،،، وتوماست أبدا،،، والكفاح عليها مستمر.
من أبنا توماست/ تزوغي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق